6 ــ الفرج
- ظل نجم الدين وشجرة الدر فى سجن داود بالكرك تحت سيطرة الحراس القساة، وكانت شجرة الدر تواسيه وتقول له: إن الله دائمًا يعاونك، وإن داود يطيل سجنك لينال ثمنًا غاليًا للإفراج عنك ــ وبعد سبعة أشهر بعث داود إلى نجم الدين يعده بإطلاق سراحه والسير معه إلى مصر بشرط أن يأخذ ثمنًا لذلك (دمشق ــ وحلب ــ والجزيرة ــ والموصل ــ وديار بكر ــ ونصف ديار مصر ــ ونصف ما فى الخزائن من المال ــ ونصف ما عنده من الخيل والثياب وغيرها) ــ وكاد نجم الدين يرفض هذه الشروط القاسية لكنه تذكر نصيحة شجرة الدر له بأن يقبل كل الشروط، فوافق ــ ولما علمت (ورد المنى ونور الصباح) بهذا الاتفاق اشتد بهما الفزع؛ خوفًا من شجرة الدر التى علمت بتدبيرهما ضدها وضد نجم الدين، فأسرعتا بالكتابة إلى (سوداء بنت الفقيه) لإعلامها بما حدث.
- فثارت وجمعت القواد وصاحت فيهم غاضبةً أرأيتم؟ اتفق داود ونجم الدين على التعاون ضد (العادل) وقد نصحتكم بإبقائه فى مصر حتى نتمكن من نجم الدين. ولكن لن ينجو داود ولا نجم الدين، بينهما وبين مصر ما بين السماء والأرض وسوف أضعهما بين فكى الأسد، بمحاصرتهما بين جيش العادل من مصر وجيش الصالح إسماعيل الزاحف من دمشق ــ وبادرت بإرسال كتاب إلى الصالح إسماعيل فأسرع بالاستعداد لتنفيذ الخطة.