اللغة العربية للصف الثالث الثانوي - الفصلين - الفصل الثانى: حُبُّ الصبى للأزهر
أحداث الفصل:
- كان الصبى يشعر بالغربة القاسية فى غرفته، فقد كان غريباً عن الناس وعن الأشياء من حوله كما كان يسير مضطرب الخطا، ويشعر بالاستخذاء لذلك ولكنه كان يجد الأمن والطمأنينة والاستقرار فى صحن الأزهر فقد كان يشعر أنه فى وطنه وبين أهله لا يحس غربة ولا يجد ألما فهو يتشوق ليلتقى شيئاً لم يكن يعرفه وكان يشعر شعورًا غامضاً تجاه العلم فكان يتشوق أن يبلغ من العلم أكثر ما يستطيع أن يبلغ وكان يتمنى أن يغرق فى بحر العلم، وكان هذا الشعور ينسيه لذات الريف.
- وكان الأزهر بعد إنصراف المصلين من صلاة الفجر يعجب الفتى حيث كان هدوء وفتور على عكس أصواتهم فى الظهيرة، فقد كانت قوية عنيفة كما أن فى أصوات الفجر دعاء للمؤلفين يشبه الاستعطاف، وفى الظهر هجوماً على المؤلفين وكان صاحبه يستمع إلى درس فى أصول الفقه، وكانت كلمة الفقه وغيرها تملأ قبله رهباً ورغبًا ومهابة وإجلالاً، كان الصبى يتمنى أن تتقدم به السن ليفهم أصول الفقه وكانت جملة (الحق هدم الهدم) سبباً فى إصابته بالأرق لأنه لم يفهم معناها لصغر سنه وقلة خبرته بالعلم ومعناها إزالة الباطل حق. - وكان الصبى يفهم دروس الحديث باستثناء الأسماء الكثيرة التى تسبقها كلمة (حدثنا) ولم يكن يفهم كذلك (العنعنة المملة).
- وكان اليوم ينتهى بعودة صاحبه إليه فيأخذ بيده فى غير كلام حتى يرده إلى البيت ويستعد الصبى لاستقبال حظه من العذاب.